الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا لو تعايشت إيران؟
خالد الجاسر

ماذا لو تعايشت إيران؟ والتغيرات الإقليمية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ذات الأبعاد الاستراتيجية، واستعداداتها لمرحلة غير مسبوقة، قد تُدخل المنطقة في مسار بعيد من التاريخ الجديد عبر بوابة من التحالفات على شاكلة (الناتو) مما سيُغيِّر من معادلات القوى ويعزز الصالح (الخمينيئي).. خاصة مع الزيارة المهمة والحساسة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي (بايدن) للمنطقة والعالم العربي، وحاجة أمريكا الماسة؛ لإقامة تحالف عسكري قوي في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بالتعاون مع الدول التي تمتلك نفس التفكير، ويؤشر إلى مجيء تبدلات استراتيجية عنوانها الأهم (المواجهة المفتوحة لتقليم الأظافر الإيرانية المخرّبة المباشرة وغير المباشرة)، خاصة مع شيطنة النظام الإيراني للسيطرة على جزء من الهلال الخصيب وجزء من اليمن، وغيرها من الأهداف الموازية تجاه جيرانها ممن لم يسلموا من شرورها.

إذاً، كيف ستتحرك طهران جيوسياسياً خلال فترة رئاسة بايدن لنهاية 2024 في محور "دار الحرب"، أي الدول والمناطق التي تحاربها "الجمهورية الإسلامية" من التحالف العربي، أم محور دار التنازلات استراتيجية الاتفاق ومنع إزاحة سيطرتها عنها بكل الوسائل؟

ماذا لو تعايشت إيران؟ واستفادتها من القرار البايدني للعودة إلى الاتفاق النووي، كي تستطع تمرير "مشاريعها الكبرى" وتسريع وتيرة تسلحها المتجمد وفك سلاسل الحصار والعقوبات الدولية، في ضوء متغيرات وتطورات وأحداث سياسية وعسكرية دولية وإقليمية، بعد أزمتين أرهقتا العالم واقتصادياته كالجائحة منذ نهاية 2019 للآن والغزو الروسي للجارة الأوكرانية وتداعياته على المنطقة والعالم، في حين هناك الاتجاه الصيني الذي تاخم العالم بمديونيات عبر أساليب الدين غير المشروع وتحركه باتجاه الابتلاع الاقتصادي - السياسي لمناطق مختلفة من العالم.

وبالتالي لا ننتظر أن تقوم طهران بتنازلات كُبرى للغرب لتدعيم إرهابها السلطوي واحتلالها لأراضٍ وجزر وشعوب عربية ومشرقية خارجية.

ماذا لو تعايشت إيران؟ وخطابات الحرب التقليدية التي تملؤها بإعلام زائف للفضاء السياسي لنظامها المُتداعي، وكذبها المتعجرف، كتحديد مهلة زمنية بالدقائق لإزالة إسرائيل عن الوجود، دون الاعتبار لعقليات أتفه بشري يُمكنهُ التأكد من كون النظام متخلفاً بإدارته، خاصة مع تفاقم المشكلات المعيشية التي انفجر بها الشعب الإيراني عبر إضرابات واعتصامات وتظاهرات وصدامات وحرائق، جراء أزمات البطالة والتموين والأسعار وهجرة العقول، مما يُؤكد أن القيادة الإيرانية تضع مصلحة النظام أولاً، وتحت مظلة عقيدة خاوية من الفكر "الجمهورية الإسلامية"، على حساب مواطنيها.

ماذا لو تعايشت إيران؟ ومناخ التصعيد بعد عملية "رأس الأخطبوط" الإيرانية، والتي كانت المناورات الحربية داخل فلسطين وقبرص رسالةً إلى النظام الإيراني وميليشياته بالمنطقة، خاصة "حزب الله" الشيطاني المعزول تدريجياً في لبنان بعد الفتك بدولته التي أحرق ميناءها، بل ومدينتها، العاصمة، وكأن الحرب تنتقل من الأرض المحتلة لتكون صريحة من تل أبيب لهم، بدليل "العملية التركية" التي تولت إسرائيل شرح تفاصيلها وعرضت صحف تركية بارزة مجرياتها.

ليفانت - خالد الجاسر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!